كان بيدهم جميعا تجنيب البشرية كل هذه التداعيات المرعبة: بإزاحة الجشع جانبا؛ ورفع الغطاء عن كلابهم الصغار من الديكتاتوريات المحلية التي صنعوها لمرحلة ما؛ لم تعد مناسبة مع استيقاظ الشعوب المقهورة....
في الغد القريب
وحين نشاهد ساسة أوربا يتجولون (عالبسكليتات) والبغال ليتحسروا على أطلال عمرانهم الذي سيدمرونه فيما بينهم؛ سيفهمون أن أمريكا وأمها الشمطاء بريطانيا قد دفعوا هذا العالم للخراب لتأمين سيطرتهم وحدهم ؛ فيما يقبعون خلف مياههم الإقليمية بمأمن.. وهما في هواجسهما وهوسهما يدفعان لعالم وخرائط مختلفة بمقتضى شهواتهم ،خصوصا أمام التغوّل الناعم للمارد الصيني المتحفز.
اليوم يستنكرون القصف الجوي الروسي لبعض مدن أوكرايينا؛ وكأن قصفنا وسحقنا بالبراميل المتفجرة قد تم قبل اختراع الحرف والدولاب وقبل اكتشاف النار،.
لم يفهموا حينها أن التصدي الحازم ؛ لصالح الإنسان في سورية والعراق وأفغانستان واليمن وليبيا ومصر كان سيجنّب البشرية هذا الخراب الَمحيق
َما زالوا غارقين في حروبهم الخبيثة بالوكالة
ها هو اليوم حلف الناتو النمر الورقي يرتعش ترددا وهلعا أمام بوتين المعتوه وقد أصطدم ا بهول نتائج التحرك المناسب الذي يتهربون منه!؟
وها هم عُراة أمام شعوبهم وعاجزين عن تقديم ضمانات البقاء دون مقابل باهظ، وقد كان في يدهم أكثر من طريقة لتحاشي بؤس مآلات التنافس المرضى على السيطرة؛ لقد أعماهم التكلس السياسي للمحافظة على النظام العالمي القائم عن الكلفة الإنسانية ، وها هو زيلنسكي يعلن رفضه الانضمام للناتو الخائف وقد تركهم على قارعة الفجيعة، وهذا وحده كان السبب المعلن لاجتياحهم من قبل بوتين!
ما زال المعلن الوقح تحدي بوتين ومحاولات هزيلة لمواجهته بمصير الأوكرانيين وبالعقوبات التي ستأكلهم - ديمقراطية وشعبيا - قبل بوتين الديكتاتور الذي لا يهتم لموت شعبه او دمار أوربا وإعادتها للبدائية.
بوتين أيها السادة لا يعنيه حلف الناتو ولا أهوال الحروب المدمرة؛ وقد كان الداعم لكل الديكتاتوريات المحيطة به؛ وهنا كان يقضّ مضجع الديكتاتور تأزم الحال الشعبي الخفي لمواطنيه، أمام التجربة الديمقراطية الناهضة لمحاربة الفساد والتي تحبو بكل ثقة بتنميتها اقتصاديا في أوكرايينا.
وهذا يعني تسلل ماء التغيير الجارف تحت قش الفساد والقهر
وهذا تماما ما دفع أوربا وامريكا وروسيا والصين لدعم ديكتاتورياتنا الوضيعة؛ لأنهم فهموا ان سقوط بشار وغيره وقيام دول مدنية عادلة يعني انهيارات لاحقة حتمية لكل الأنظمة التي صنعوها لخدمة مصالح النهب الاستعماري؛ وبالتالي قصم ظهر النظام العالمي القائم على المدى المنظور...
سيدفعون ثمن جشعهم والسكوت عن قهر الشعوب وذبحها.
هيهات و ولّات ساعة ندم.
تعليقات
إرسال تعليق