كتب الشيخ أحمد معاذ الخطيب
لمن سأل : ما البديل ؟
اللجنة الدستورية سم ناقع ، وقد كان الاتفاق الدولي على إنشاء هيئة حكم انتقالي ، ثم اخترعوا خديعة السلال الأربعة وجعلوا هيئة الحكم الأولى منها ، ثم حصلت خديعة قلب الاولويات وصارت اللجنة الدستورية أولوية الأولويات! ثم صار التركيز عليها ، بدفع من حلفاء النظام لكسب الوقت
ومن العار أن يتعامل النظام معها بطريقة متكبرة فيعلن على الملأ أن وفده لا يمثل حكومة النظام ، بينما يحرص وفد المعارضة عليها حرص اليتيم يبحث عن أم أضاعها .
هناك ترتيبات ناعمة ثم تصبح أخشن للتطبيع مع النظام وتجاوز العوائق وإرهاق السوريين سياسياً ونفسياً ومادياً ليتقبلوا الطبخة المعدة بكسب الوقت ريثما تزداد المعارضة للنظام ضعفاً او تنشغل الجهات الداعمة لهم في الساحات الدولية مع الضغط المستمر وبعد الإنهاك وتفتيت القوى يقال لهم : لابديل عن النظام الذي سيجرى بعض الإصلاحات .. يعني جبهة وطنية تقدمية موديل ٢٠٢١ ، تروي جشع بعض الصغار للمراكز التافهة ، ولا حل سياسي (كلمة المفوض بيدرسون حرفياً بعد عودته من دمشق وإعلانه هناك عن اجتماعات إيجابية هي ثمن للقائه الذي كان النظام يرفضه ، ثم قبل على ان يكون مع وزير الخارجية لا رئيس النظام .
وجاء الرجل بعدما خرج من الزيارة محبطاً ليذكر أنه لاحل سياسي ، وتقرير الائتلاف يوكد ذلك فضلاً عن شهادات مؤكدة .
لماذا إذاً الضحك على السوريين وإبقاؤهم في ضبابية ووهم بل كذب صريح لايفعله إلا غبي إن أحسنا الظن ، او منتفع مادياً أو بالجاه ويخاف من ذهابه ، أو عميل حقيقي يدفع النظام راتبه وبكل صراحة .
إن الدستور لا تقرره الدول إلا على شعب خانع ذليل فقير بالمعرفة والكرامة ، والشعوب هي التي تضع دساتيرها وفق مصالحها لا وفق مسارات الدول التي تفرض نفسها وصية عليها .
لقد انسحب أفاضل وبقي آخرون في اللجنة الدستورية ولكنها بمجملها ركيكة الأداء وتحمل بصمات الكوتات وتدخلات الأصابع السياسية الاقليمية والدولية أكثر من بصمات مختصين محترفين.
تكلمنا بهدوء وبلطف مرات وارسلنا إشارات ، ومازال هذا المركب يخدع السوريين ، والبديل هو الإصرار من القوى الرسمية والشعبية في المعارضة على العودة إلى الأصل مباشرة واختصار الوقت المُذل بوفد اختصاصي دون محاصصات ولا يتدخل فيه غير السوريين مهما كانوا ، ولتكن المفاوضات منقولة على الهواء مباشرة ليرى الناس ويسمعوا أين ستذهب حقوقهم ودماؤهم ومامصير بلدهم .. واعتباراً من اليوم فسأقاطع كل جهة أو فرد يدعم هذه اللجنة ، وشعبنا مرهق ومتعب ولكنه لايموت ، والحرية لشعبنا مهما طال الطريق .
تعليقات
إرسال تعليق