الفقر والجوع والجهل بلغ مبلغاً عظيماً بين الناس في سورية، ومع توفر السلاح في الكثير من المناطق وسهولة حمله في العلن، بات اللجوء للسلاح بدلاً من لغة العقل هو الغالب في كثير من المشاكل مهما كانت تافهة.
وكل يوم صرنا نسمع عن حوادث اقتتال بين ابناء العمومة والجيران بشكل أفقد المجتمع الطمأنينة، ولم تعد هناك أي هيبة واحترام لأصوات العقل وكبار السن ومن يفترض بأن يكونوا أصحاب الحل والعقد.
حوادث الخطف والابتزاز لدفع أموال وفدية هي الأخرى كثرت في الآونة الأخيرة، ومنها حادثة اختطاف احد ابناء قبيلة السادة المعامرة في محافظة الحسكة مؤخراً والذي لا يزال مصيره مجهولاً… وقد كنّا نسمع بمثل هذه الحوادث في العراق سابقاً أيام الغزو الأمريكي، ثم انتقلت هذه الأنباء إلى سورية مع انفلات الأوضاع في مناطق متفرقة من سورية وزيادة صعوبة الوضع المعيشي، ولم نكن نتصور بأن مثل هذا الأمر سيحدث في منطقة الجزيرة التي يعرف فيها الناس بعضهم بعضاً كعائلة واحدة وتجمعهم قيم وقيود اجتماعية تجرّم كل فعل خسيس ودنئ مثل هذا.
مهم جداً في مثل هذه الحالات أن يقف الجميع صفاً واحداً ضدّ من يثبت تورطه بجرائم من هذا النوع، ومهم أيضاً عدم استحضار العصبيّة العشائرية في محاولة الإشارة إلى مثل هذه الجرائم الفردية المخزية والمرفوضة بتعميم وتحريض ضدّ قرية أو عشيرة أو قبيلة بأكملها
فالضحيّة هنا ليس مقيداً فقط بعائلة وعشيرة بل هو ابن جميع العشائر وكل المجتمع يقف مع ذويه حتى اعادته سالماً لأهله، والمجرم هنا لا يُشار له باسم عشيرته ولا بالتحريض القبلي وتحويل الأمر وكأنه صراع بين قبيلتين والسماح لبعض الجهات السياسية المشبوهة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفتنة بين الناس وفتح المجال لصدامات على أسس عائلية أو عشائرية، يجب حصر مثل هذه الأمور والتكاتف بين الجميع لضمان سلامة الأبرياء، وسرعة محاصرة ومحاسبة المجرمين ونبذهم والتبرؤ منهم أمام الجميع.
* مهند الكاطع كاتب وباحث سوري
شاركوا المادة عبر حساباتكم مباشرة من هنا 👇
تعليقات
إرسال تعليق