القائمة الرئيسية

الصفحات

نواميس الله أم نواميس الطبيعة؟ .. محمد علي صابوني

 

نواميس الله ام نواميس الطبيعة

المعضلة العلمية حتى اللحظة عند علماء الغرب تكمن في "سرعة الضوء" والتي لم يقدر أحد منهم أن يدركها أو يجاريها سوى ببعض "التيليسكوبات" وباتجاه الماضي حصراً حيث تمكنوا -بعلمهم الحديث المتطور- أن يرصدوا بعض الظواهر الكونية والتقاط صور ومشاهد لانفجارات أجرام ونجوم او لقطات لثقوب سوداء هي على بعد 54 مليون سنة ضوئية من الأرض أي أنها حدثت وانتهت منذ الأزل.!!

.. وإن استطاع فرد من البشر -جدلاً- امتطاء مركبة وتجاوز سرعة الضوء فإنه سيتجاوز الحاضر وسينتقل إلى المستقبل .. هكذا يؤكد العلماء أنفسهم حسب نظرياتهم .. وهذا يفسر بعض آيات كتاب الله، فالله عز وجل وفي كثير من آيات القرآن تحدث عن المستقبل بصيغة الماضي حيث أن الخالق عز وجل هو فوق المكان وفوق الزمان وهو الذي أوجدهما .. إذ حين يتحدث الله عن المستقبل بصيغة الماضي، فهو سبحانه يذكر لنا الحقائق التي ستقع لا محالة، بغض النظر عن الوقت، مستقبلاً قريباً كان أم بعيداً، فإن ما يذكره القرآن من وقائع وأحداث مستقبلية، هي واقعة لا ريب، وخذ مثالاً على المستقبل القريب في قوله تعالى { غُلبت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين ...} وقد تحدثت الآية هنا عن حدث جلل لم يكن قد حصل بعد .. ورغم ذلك قال تعالى غُلبت ولم يقل ستُغلب.

والأمر ذاته ينطبق على واقعة الإسراء والمعراج التي رواها عليه الصلاة والسلام بعد أن اصطحبه جبريل عليه السلام لينقله من زمن إلى آخر ومن مكان إلى آخر ﴿لقد رأى من آيات ربه الكبرى﴾ [النجم: 18

فقد أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى، توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق، والآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة؛ منها: الذهاب إلى بيت المقدس، والعروج إلى السماء، ورؤية الأنبياء، والمرسلين، والملائكة، والسموات، والجنة، والنار، ونماذج من النعيم والعذاب .. فقد تجاوز صلى الله عليه وسلم حاجز الزمان والمكان الذي عهده البشر ليشهد أشياء حدثت في الماضي ((... لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة ، فقلت : ما هذه الرائحة ؟ " فقالوا : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقع المشط من يدها ، فقالت : بسم الله ... إلى آخر الحديث...))

 وأخرى "ستحدث مستقبلاً" -بمقاييسنا الدنيوية- ((أهوال القيامة))

أما بالنسبة للمشككين بواقعتي الإسراء والمعراج فلا غرابة لمن لا يؤمن بقدرة الخالق أن يقيس قدراته سبحانه جل وعلا على مقاييس المخلوق ونواميس الطبيعة، فينكر مالا يتوافق مع المنطق الدنيوي.


 محمد علي صابوني  كاتب وإعلامي سوري

28.03.2024

شاركوا المادة عبر حساباتكم من هنا 👇👇

تعليقات