نعلم جميعآ أنه من الطبيعي والعادي أن تتناول التجارب والمشاريع السينمائية مختلف جوانب الحياة، ووقائعها..
بصرف النظر إن اختلفنا أو اتفقنا مع أفكار وروئ صانعيها فهذا لا يُنقِص من حقهم في تناول ما يريدون..ونعلم أيضاً أن رسالة الفن بكليته تنطوي على جانب أخلاقي عميق وأزلي لايمكننا نكرانه أو القفز من فوقه..بالمقابل لابد لكل عمل فني أو إبداعي أن ينطوي على رسالة يسعى ويجهد لإيصالها..
في حكايه فيلم الخيمة 56 تتركز الفكرة على مجموعة من الازواج المفتقدين لاي هاجس يومي او حياتي...الا مكانآ يمارسون فيه اللقاء الزوجي الطبيعي،عوضآ عن ذلك الشكل الأقرب للبهيمية الذي رإيناه في أكثر من مشهد... ويدعي صانعو العمل أن البيئة المعالجة هنا هي ريفية عامة من كل سوريا..!
لكن التفاصيل والحيثيات واللهجة بمعظمها تُظهر لنا أنها تتناول بيئة أهل حوران في مخيمات لجوءهم القسري..
لكن اللهجة المتعثرة والمرتجله وغير المتقنة لأغلبية الممثلين لاتعني أن لهذه الشخصيات بيئات مختلفة بل بالعكس تؤكد على وحدة البيئة المقصودة..وجاء استخدام أغنية تراثية معروفة جدا في خلفية الحدث لتؤكد خصوصية البيئة المستهدفه في هذا العمل..!!!
ثم لنرى على مدى 20 دقيقه بأن كل الحوار والأحاديث والاهتمام والهواجس تتركز وبالمطلق على وضع جدول لدور الثنائيات العائلية في هذه الخيمة (الفردوس)التي تحققت واقعيآ بفعل اصرار الزوجات الاقرب للوقاحه..!
ومما يثير التساؤل والعجب بان الفيلم لا يتطرق لأي أمر آخر ولا لأي فكرة درامية موازية، تعني او تؤلم هؤلاء البشر المشردين منذ عقد من الزمن وذاقوا خلالها كل انواع المرارات والاوجاع..
فعلى الأقل، لو "أُقحمت" الفكرة بين مجموعة أفكار وقضايا أخرى يحتاجها ويعاني منها أهل المخيم،لما أثارت كل هذا الاستنكار والاستفزاز والغضب من أهلنا الكرام..ولكن الفكرة جاءت مجردة وتافهة ومسطحة،وأقرب إلى القصدية..هذا إن أحسنا النوايا بهم طبعآ،وقدمت هكذا في إطار ممجوج ومعني فقط بإثارة السخرية والضحك والاقرب لسلوك المومسات منه لسلوك سيدات وامهات فاضلات او رجال محترمين..نعود ونؤكد بأنه وأياً كانت لهجة الفيلم، فنحن ننظر إلى أن آلام ومرارات واوجاع أهل المخيمات في كل اماكن التشرد لأهلنا السوريين واحدة نعم واحدة..
ولا سيما عند تناول مواجعهم بطريقة أقل ما يقال فيها أنها غير أخلاقية ومهينه.... فكرامات أهلنا أكبر من هذا التفصيل على اهميته_كحق طبيعي_
لكن تناوله بطريقة ساخرة من جهة،وإظهاره وكأنه الشغل الشاغل والوحيد بالمطلق لأهل هذه الخيام فهذا هو المثير والغريب والمستهجن...!!
هذا الأمر معيب ومقزز ومرفوض وأن جرح الملايين مازال مؤلمآ ونازفآ ومفتوحاً ،ولم تتحين الفرصة بعد، ليكون لنا رفاهية تناول هكذا جوانب من مأساتنا العميقة_أياً كانت المشكله_
وذلك قبل أن تهدأ النفوس وتعود الناس إلى ديارها و تلتئم جراحها ومرارتها ولو بالحد الادنى بعد رحيل الطاغيه... ولا يفوتني ان مخرج العمل أكد في لقاء على إحدى القنوات من حوالي 3 سنين تقريبا أن عمليات التصوير تمت دون معرفة أهالي المخيم لفكرة العمل،وهذا كذب وتدليس واحتيال على طيبتهم ولطفهم وضعف حالهم وكاف كدليل على أن القائمين على العمل،يعرفون أن فكرته مرفوضة ومستنكرة مسبقآ،وإلا ما كانوا ليخفونها عن الناس..
شريحة كبيرة جدا من أهل سوريا وحوران الكرام الاباة هم غاضبون وهاجموا الفيلم وصانعيه..مطالبين بحذفه من اليوتيوب
ومنعه من التداول..
هذا مانتمناه ونأمل أن ننجح فيه جميعآ..ومرة اخرى نؤكد بأن قناعتنا وبالمطلق أن للسينما و الرواية وكل اشكال الابداع الفني،الحق في تناول أعمق مشاكلنا واعقدها وأقدسها..لكن هذا الفيلم بما هو عليه والقائمين عليه لم يكن هذا هو هاجسهم بالمطلق...
[نعرفكم جيداً وعلى مدى 11 عامآ صمتم وصفقتم وذهبتم للرمادي من المواقف، ولا نصدق أبداً ادعاءاتكم الباهته بأنكم مهمومين بالوطن والناس] وهذا واضح جدآ من خلال مستوى الفكرة و سوية تنفيذها المتواضعة
وبالمناسبة هذا الفيلم لا يمكن ان يندرج تحت عنوان (اسبقية الطرح)
ولا الشجاعة في التناول، أبدآ..في ظل ما يعيشة الشعب السوري من كارثة عظيمة على يد هذه المافيا القذرة وحلفاءها اللاحمين،
لهذا نرى أن الشجاعة في الطرح هي أن تتناول مواضيعاً تؤلم هذا السفاح قاتل أطفال سوريا، وتفضح التواطؤ الدولي والاقليمي معه لا أن تحققوا له أجندته حتى و إن لم تكن بإشراف مباشر منه..
تبريراتكم غير مقنعه وتلفيقية وماقدمتموه هو عار عليكم وأنتم مطالبين بفعل ما يعيد للناس كراماتها وحقها وطمأنينتها..
ولن ينسوا مافعلتم يا متعيشين...!!!
تعليقات
إرسال تعليق