القائمة الرئيسية

الصفحات

نهاية الإئتلاف السوري . ديمتري بريجع . كاتب ومحلل سياسي روسي

ديمتري بريجع


 المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية نهايتها باتت وشيكة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إن بلاده "ليست لديها أطماع" في أراضي سوريا

وأوضح أنه لا يستبعد إجراء محادثات بين أنقرة ودمشق، في حين اتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بتغذية الإرهاب في سوريا" من الواضح أن هذه التصريحات بخطة تركية لتتقرب من دمشق مستقبلا وأعتقد هذا قد يحدث بعد الانتخابات الرئاسية عام 2023.

تقرب أنقرة من دمشق وعودة العلاقات الدبلوماسية يعني بأن المعارضة السورية قد تخسر تمثليها على الأراضي التركية كما حدث عندما عادت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا وكان من الواضح بأن الطرفين لديهما مصلحة في إحراز تقدم في ملف تطبيع العلاقات بينهما. فمصر تحاول من خلال تقاربها مع تركيا أن تضغط على حلفائها الذين تنكروا لها في مشروع مد خط نقل الغاز البحري "إيست ميد" من شرق المتوسط وحتى أوروبا وقد يتكرر نفس الشي مع سوريا حيث من المعروف بأن في الماضي كانت العلاقات بين بشار الأسد و رجب طيب أردوغان في حالٍ جيدة ولكن تغير الامر بعد أحداث عام 2011 مع أنه وزارة الخارجية التركية صرحت بان "لتركيا شروط قبل فتح قنوات الاتصال مع النظام السوري وتطبيع العلاقات، وهي تطهير المنطقة بالكامل من عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، والقضاء التام على التهديد الإرهابي على الحدود التركية السورية" وأعتقد بأن دمشق قد تغير موقفها من حزب العمال الكردستاني في المستقبل أو سوف يتم ضم ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية الى الجيش السوري وبذلك هذه القوات ستكون كاملا تحت إمرة دمشق ولن تستطيع تنفيذ أي عمليات ضد تركيا أو القوات التركية.

أعتقد بأن الهدف الأساسي من تصريحات أردوغان هو فتح الطريق لإمكانية عودة اللاجئين السوريين الى الأراضي السورية والضغط على دمشق كي تسمح للمعارضة السورية أن تدخل سوريا وتشارك الحياة السياسية السورية لأن تركيا ترى بأن المعارضة السورية فشلت في تقديم أي مشروع سياسي لسوريا وفشلت في تنظيم الأمور الإدارية في المناطق التي كانت تسيطر عليها في الشمال السوري ومن جهة أخرى قد تكون مناورة للضغط على الإتحاد الأوروبي أيضا.

لكي نفهم عمق العلاقات التركية السورية يجب أن نفهم تاريخ العلاقات حيث أعطت زيارة الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر لدمشق في يونيو/حزيران 2000 دفعة قوية في اتجاه تغيير علاقة أنقرة بدمشق، وعززتها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأولى إلى تركيا عام 2004، لكن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية والمواقف السياسية التي اتخذها قادته في السياسة الخارجية كان له الدور الأكبر في تحول العلاقات السورية التركية نحو التفاهم والتعاون، حيث جرى التفاهم على تحويل الحدود من نقطة خلاف وتوتر إلى نقطة تفاهم وتعاون، فوقعت اتفاقية إزالة الألغام من على جانبي الحدود لإقامة مشاريع إنمائية مشتركة.

وأعلن هذا التوجه بداية عهد التقارب الذي سيقلب حالة العداء التاريخي إلى حالة من اللقاء والتفاهم والتعاون، خصوصا وأن قادة حزب العدالة والتنمية رفضوا المشاركة في سياسة العزل والحصار التي حاول الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش فرضها على سوريا، بل قام الساسة الأتراك بلعب دور الوسيط بين سوريا ومختلف الحكومات الأوروبية، الأمر الذي أسهم في مساعدة النظام السوري على عبور تلك المرحلة الصعبة وعلى الجانب السوري، تجاوزت القيادة السياسية السورية كل مثبطات العلاقة مع تركيا، فرمت بعيدًا بما تحمله الذاكرة والتاريخ تجاه الأتراك، وصرفت النظر عن عضوية تركيا الأطلسية، وشيّدت علاقات ثقة وتعاون معها، حتى أصبحت تركيا راعية للمفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة لذلك قد نرى هذه المرحلة أو التحول في العلاقات التركية السورية بعد الانتخابات الرئاسية في تركيا عام 2023 وأيضا يمكن التحول السياسي في الولايات المتحدة الامريكية أن يعلب دورا مهما في التحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط حيث نستطيع أن نتذكر كيف كان يلعب الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط عبر إجبار أو إقناع دول الخليج لتوقيع الإتفاقية الابراهيمية مع إسرائيل والتي باتت تلعب دورا مهما في التحولات السياسية التي قد تشهدها المنطقة في المستقبل.

أعتقد بأن منطقة الشرق الأوسط قد تشهد تحولا كبيرا في السنوات القادمة وخصوصا بعد نهاية الصراع الروسي الأوكراني حيث بات من الواضح بأن العالم ذاهب نحو عالم متعدد الأقطاب قد يزداد فيه الدور الصيني و الدور الروسي وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط ففعليا الصين بدأت بتنفيذ مشاريع خاصة بها في أفريقيا وبدأت فعليا بالتعاون مع عدد من الدول العربية، ففي يوليو 2018، تم الاتفاق على الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية الموجهة نحو المستقبل للتعاون الشامل والتنمية المتبادلة من قبل الجانبين. وكانت الوثيقة الأكثر أهمية فى سياسة الصين فى الشرق الأوسط هى خطاب الرئيس شي أمام مقر جامعة الدول العربية فى 22 يناير2016 ومن الواضح بأن التعاون قد يزداد في السنوات القادمة..

ديمتري بريجع  كاتب ومحلل سياسي روسي مهتم بشؤون الشرق الأوسط

يمكنكم مشاركة المقالة عبر حساباتكم من هنا 👇

author-img
عين على ما يحدث من أمور و سبر لما خفي بين السطور

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. تحليلات واقعية بعيدة النظر نتمنى لكاتب المقالات ديمتري بريجع دورا رياديا في الشرق الأوسط وفي روسيا باستعادة امجادها القيصرية وليس بروسيا البوتينية المخابراتية التي جعلت من الشعب الروسي العيش بحذر وعلى الحد الأدنى الإعتداء على دول الجوار ومساندة الدكتاتوريات بالعالم

    ردحذف

إرسال تعليق