د.باسل معراوي : ( كلنا شركاء )
نعلم جميعا ان التدخل الروسي العسكري والمباشر في سورية في خريف العام2015..اتى بتوافق امريكي ايراني اسرائيلي عربي..كان الجميع(عدا الايرانيون)يعولون على الروس في تعديل موازين القوى على الارض لمنع سقوط النظام تمهيدا لعملية سياسية وفق القرارات الدولية الى جانب تقليص النفوذ الايراني بسورية بطبيعة الحال
لم ينفذ الروس ما كان متوقعا منهم وتم اعطاءهم فرصة اخيرة بتسليم الجنوب السوري كاملا دون حرب حقيقية وتم وقف دعم الفصائل والدخول بتجربة سلام وتسوية روسية بشرط عدم اقتراب الميليشيات المحسوبة على ايران الى المنطقة..وفشل النموذج الروسي وتم تصفية عدد كبير من المقاتلين وانخراط البعض صمن اللواء الثامن(احمد العودة)او الالتحاق بميليشيا النظام..ولم تنفذ روسيا اي من الشروط التي وضعت عليها
وصل الروس في بداية العام 2021 لمازق حقيقي او فخ اوقعوا نفسهم فيه بسبب الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الغير مسبوقة والتي تنذر بكارثة بمناطق سيطرة النظام وبالذات البيئة الحاضنة له حيث كان يقترب سعر الدولار الواحد من ال5000 الاف ليرة..
حمل لافروف حقائبه وخيباته وتوجه للسعودية(والقرار السعودي هو قاطرة القرار الخليجي)..عرض لافروف على السعوديين الوضع الاقتصادي السيئ للنظام السوري وطلب المساعدة مقابل السعي بالدخول بحل سياسي في سورية..وطلب من المملكة التوسط لدى الامريكان(مع علمه بالعلاقات الباردة بينها وبين الادارة الامريكية الجديدة)وذلك بسبب علاقة موسكو الباردة ايضا مع ادارة بايدن.وابدى السعوديون رغبة وحماسة بدعم المقترح الروسي.
ع مايبدو كان الاقتراح السعودي تمرير الرغبة الروسية عبر الاوربيبن (المعنيين بالملف السوري واصحاب العلاقة الجيدة مع ادارة بايدن)..وتم عقد لقاء مستعجل بين روسيا والمانية وفرنسا ناقش المقترح الروسي ..وقام بنقله للادارة الامريكية..
البيت الابيض اعرب عن عدم ثقته بالروس نتيجة التجارب المريرة السابقة معهم وقال خطته اتجاه الملف السوري تتمثل باربع نقاط وهي:
1-الاستمرار بمحاربة تنظيم الدولة.
2-تقديم المساعدات الانسانية.
3-الاستمرار بخطة الحصار الاقتصادي بل وتفعيلها.
4-تفعيل الملف الحقوقي لمحاسبة النظام السوري.
الا انهم اضافوا وبعدم جدية انهم ممكن ان يبحثوا خطة سلام شاملة اذا التزام الروس بذلك.
يبدو ان حزب الله علم بما دار بجولة لافروف بالخليج وماترتب عنها...ولم يقم الروس باستدعاء الحزب لزيارة موسكو بل هو من طلب الزيارة وكان واضحا ذلك من الاستقبال البارد الذي قوبل به الحزب بالخارجية الروسية..
وكان سؤال النائب محمد رعد واضحا ومباشرا هل تنوي موسكو التخلي عن الاسد؟
السؤال الذي ازعج الروس كثيرا ولم تتم عليه الاجابة بشكل واضح.
تعليقات
إرسال تعليق