محمد صالح عويد أديب وشاعر سوري
أن تقوم النواة الطائفية الصلبة في نسف مركزية الإفتاء السنّي - وهو منصب له مكانته ودلالاته - فهذا سحب بساط من تحت 80% ، وإشارة علمانيّة بضرورة دمقرطة الإفتاء !؟ وإيحاء بتطرّف السنة وكسر استحواذهم على إدارة أموال الوقف وإدارة شؤون أتباعها دون مساس سابق بخصوصيات الأخرين ممن يتولى إدارة شؤونه المذهبية بالتوافق والإحترام .
وإدخال الشيعة الصفوية كعضو في المجمع الفقهي وعددهم لا يتجاوز الخمسين الفا في عموم سورية ( رغم أن لهم الحق بإدارة شؤونهم المذهبية الخاصة كما المحكمة الجعفرية في لبنان مثلاً ، ولكن ليس بالتساوي مع البقية كثقل وصوت )
* ثم يردفه زمنيا ومباشرة مناهج مريبة في إيحائها بأن الهيئات المسؤولة عن المشروع والإخراج حداثوية ناعمة معاصرة ومعرّصة ، تتفهم روح العصر وتتناغم مع جوهر مشروع التفتيت المشغول عليه غربيّا وبأدوات محليّة كاملة الولاء والإخلاص ،منذ أكثر من قرن ..
ثم يعترض الجمهور وروّادهم وينفجروا نخوة واعتداد وحرصا على إرثهم وبضوابطهم الجمعيّة المتفق عليها أدبياً ،،،
ثم يخرج علينا أطرافا أخرى في المشخخات ذاتها ،لا ناقة لهم أو جمل ليتهموا المعترضين بأنهم جهلة رعاع ودهماء وأكلة أكباد!؟
ما يعني إرسال رسائل للدوائر العميقة التي تدير اللعبة ،بتثبيت التطرف ودعشنة الرافضين لهذا الإختلال المتعمّد والمدروس بدقة (وهم هنا عموم الشعب الثائر ضد الإستبداد ودافعي ضريبة التدمير والتشريد والمذابح ) ويبدو وخلال وضع أسس المناهج الاستفزازية ، يُفترض بحوكمة منطقية أنه تم وضع دراسة ذكيّة معمّقة ونفسية لردود الفعل المنتظرة والتي تمت كما يُراد لها تماما ...لإثبات الشرخ العمودي في المجتمع ودعشنة الجميع مقابل شلّة من الداعرين النخّاسين يتم اعتبارها دوليا من النخبة المعتدلة الحداثوية الكيوت التي تريد تقديم نقلة نوعية عبثية في الخواء ليسقط الجميع في هاوية العدم والاضمحلال بلا قرار ..
* من يُدير هذه اللعبة الجهنميّة !؟ ومن هم أدواتها الخسيسة !؟
وأعتقد شخصيا إني اقرأهم ذاتهم حيث كان أجدادهم كذلك في أول الإحتلال العثماني 1516- عبر مخطوط تاريخ الشام في مطلع العهد العثماني لابن طولون ...الذي حققه د . أحمد إيبش ... وكان الأمر حينذاك تماهيا مع الغازي السنيّ - واليوم ذات الأحفاد بالتماهي مع الغازي الغربي لإيرنة وتشييع سورية لتغيير إرثها التاريخي ولطمس هويتها العربية - الإسلامية .
من يقوم بإدارة خيوط منظمات ومنابر ونكرات ما يُسمى بالمعارصة السورية ، بالتناغم مع إدارة التدمير على الضفّة المعادية في بوتقة العصبة الطائفية التي تحتل سورية وتستبيح أهلها عموما دون تمييز منذ ستين عاماً منصرمة!؟
وهل هؤلاء السفلة هم المقلب الآخر لعصابة الإحتلال الطائفي والمعتمدين المثبتين بالمسامير دوليا ! لإنفاذ مشروع واسع وعميق التخريب عبر استنزاف الجميع وإذلالهم حد التسوّل ليزحفوا ويقبلوا بأي حل مقابل أسمال البقاء ، أو الهروب من الجحيم بغض النظر عن الثمن ، وآثار الإقتلاع النهائي !؟
* هذا الأمر يشمل كل من زعم أنه مثقف ونخبوي وكاتب وأديب وفنان وشاعر ومسرحي ويوتيوبر وموسيقي وكوّادين كُثر لا يسع المجال لذكرهم في هذا التيه ،بلا منازع .. -الأسماء كثيرة ومذهلة ، منوّعة ومتعددة، مثقفين حتى الحقوقيين والساسة ، كلاب وشراميط تسوّل للظهورالمرضي أيضاَ.
حيث لن ترى مموّلا لمنحة إبداعية أو متسنّما خوازيق الظهور الإعلامي
أوأن ترى هنا في أوربا فرقة موسيقيّة أو ورشة عمل أو أنشطة ثقافيّة تدعوا للسلم الأهلي في سوريا، إلّا والمعتمدين - هيك وبلا ترتيب- تجد اغلبهم من حلف الطوائف الكيوت ، أو لاحسي أحذية الطاغية فيما سبق ، والذين كان منوطا بهم إدارة الثقافة والفنون في عهد الإستبداد الأسدي القذر ..وللأسف هم لم ينتبهوا استراتيجيا أنهم يساهمون بتمزيق وشرذمة مجتمعهم ونرجسيتهم تساهم في تهميش البقية بلا داع ، وبلا رؤية وطنية تنهض بالجميع !
"إن عادت العقرب عُدنا لها ....وكانت النعل لها حاضرة "
يبدو أن كل ما جرى ويجري هو برعايّة حصريّة للنواة الصلبة الطائفية العميقة المعتمدة لإستباحة سورية ، ولتشويه كل ماجرى وماحدث في سوريا واسنادها لمحاربة الإرهاب ، مما يعني دعشنة المسلمين السنّة بلا خجل واستهدافهم بلا تأنيب ضمير !؟ فيما يتوهّم الحمقى الآخرون أنهم سينالون نجاتهم العذبة بعد تشريد وفناء الأغلبية التي حافظت على وجودهم عبر التاريخ .
هامش :
قبلَ أعوامٍ يا سادة الخِسّةِ
كنّا أرقّاء وإماء
واليوم صرنا أمهر النخاسين في أسواق العبيد
صرتم قِحابا وقوادين دون استثناء
نسرق ونبيع بالآجلِ
نزحف كلّما لاح لنا سيّدٌ جديد
المشايخ :
يريدون بلادي والشعب سِباء
أو ما ملكت إيمانهم من الإماء الغيد
واليساريُ الأمعطُ يريد بروليتاريا رثّة
و البلادُ عاهرةٌ تحته إنّ رهزها بعد سكرةٍ
لا تميد
وشيخُ القبيلةِ البليد يريد مجد ذي قار
وهو عبدٌ موسومُ إستهُ للجلادِ
أو جارية ترتّلُ بحمدهِ النشيد
والبقيّةُ يتقاسمون جثّة البلاد
وحَمي :
أنجز ثلاث كردستانات
وبقيت روج أفا ، ليكتمل دينه العتيد
دعونا من الإستطراد والخواء
فالجميع لا يعترف
باننا معتوهين بقينا بلا وطنٍ
تائهين في البيد ....
أوافق الأستاذ محمد صالح عويد في ما ذكر في هذه المقالة ، ولي ملاحظات شخصية ربما سببها اختلاف المشارب، فأنا وبعد مراجعات كثيرة أيقنت أن تسمية الخلافة العثمانية حتى في أواخر أيامها وبعد أن سار العرب مع الإنجليز والفرنسيين لتقسيم بلادنا إلى جزئءات ولا أقول أجزاء بالاحتلال غير صحيح بل كنا بلدا وحداً من كازاخستان إلى الأطلسي وإلى قلب أوروبا وكنا مهابي الجانب ، وليس من العدل أن نحكم على الخلافة العثمانية بأواخر أيامها يوم كنا لا نقل سوءً منهم ، والحديث يطول ، إنما أردت أن أسجل اعتراضي أو لنقل خلافي على التسمية.
ردحذفوملاحظتي الثانية هي القصيدة ، فالأفكار أو النقاط المكورة صحيحة وواقعية ولكن بعض ألفاظها نوابية " إن صحت النسبة لمظفر النواب " ، وكذلك أنا من المتعصبين المتطرفين للشعر العمودي.
أما البقية وخاصة ما أشار إلى المشايخ والمعارضة فأنا أؤيده، وهذا أقل ما يوصفون به.