د.محمودالحمزة *
وجهة نظر حول التطورات في كازاخستان:
الرئيس السابق نزاربايف كان صديقا مقربا من الرئيس بوتين وهو ديكتاتور مثل كل الانظمة الشمولية وبعد ان حكم 29 سنة كرئيس لكازاخستان، قرر عام 2019
نقل السلطة بشكل سلمي الى رئيس اخر هو توقايف ولكن نزاربايف حافظ على رئاسة مجلس الامن القومي ورئاسة الحزب الحاكم وعضو مجلس الشيوخ وكل ذلك من المفروض أن يكون الى الابد وبالفعل نصب نزاربايف نفسه قائدا للامة الى الابد. أما الرئيس الجديد فدوره محدود ومقيد لان نزاربايف مسيطر هو وعائلته وحاشيته على مرافق الاقتصاد والحكم والامن وغيرها ولذلك الرئيس الجديد ضاق ذرعا من هيمنة وتحكم نزاربايف من وراء الستار ، من هنا فالاحتجاجات الاخيرة جاءت لمصلحة الرئيس توقايف حيث غادر نزاربايف وعائلته بالكامل اراضي كازاخستان وبالتالي توقايف تحرر منه. اما الان فالرئيس الجديد بعد ان تخلص من نزاربايف يريد التخلص من المحتجين الذين اتهمهم بانهم ارهابيين ويتبعون لجهات اجنبية ويريد تدخلا خارجيا من دول منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم روسيا وهذا ممكن فقط بحجة محاربة الارهاب وبالتالي اعطى توقايف ضوءا اخضر لروسيا لكي تتدخل لدعم نظام توقايف
علما ان هناك اسباب اقتصادية وسياسية للاحتجاجات ولكن السلطات تريد تصنيفها كحركات ارهابية لكي تبرر قمعها بدعم خارجي وبهذا يستوعبون ويجهضون الاحتجاجات وطبعا موسكو خبيرة بهذه الاعمال.
وسنرى الى اين تتجه الامور.
* د.محمود الحمزة : عالم رياضيات سوري معارض لنظام أسد من مواليد مدينة الحسكة السورية عام 1954.[1] استاذ في الرياضيات[2] ومختص في تاريخ العلوم العربية. خريج جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو. مقيم حاليا في موسكو وكبير الباحثين العلميين في معهد تاريخ العلوم والتقانة (معهد فافيلوف) التابع لـ الأكاديمية الروسية للعلوم
تعليقات
إرسال تعليق