محمد علي صابوني كاتب وباحث سوري
في العام ١٩٨٨ التحقت بالخدمة الإلزامية وقد تم فرزي إلى كلية الدفاع الجوي في ريف حمص (دورة ٥٩) وخلال تلك الفترة وفي ذات الكلية وذات الدورة تعرفت إلى شاب من دير الزور كان أشقراً وسيماً طويل القامة شديد البنية ومن العائلات المعروفة والمرموقة والغنية في دير الزور ، و سرعان ما تعمقت العلاقة بيني وبينه خاصة بعد أن عرف بأني (جزراوي) قادم من الحسكة و بأني أقرض الشعر النبطي حيث كان من محبي ذلك النوع من الشعر
مرت الأيام وتم فرزنا أنا وصديقي الفراتي إلى اللواء ٣٨ دفاع جوي في محافظة درعا لنكمل خدمتنا الإلزامية أنا وصاحبي المتمرّد الذي لم يخفي كرهه للعنصريين الطائفيين من ضباط النظام الذين كانوا يخشون شراسته وتمرده وعنفوانه فكانوا يتحاشون التعامل معه قدر الإمكان ..
وبعد عدة أشهر تم نقلي إلى قيادة اللواء لأتسلم مرسم العمليات والتدريب وانتقل هو إلى إحدى كتائب الصواريخ التابعة للواء ذاته والمسؤولة عن حماية أحد المطارات، ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره عني فلم تكن قد توفرت الموبايلات حينذاك ووسائل الاتصال تكاد تكون معدومة واستمريت بمتابعة أخباره من المراسلين الحربيين القادمين من تلك الكتيبة إلى مبنى قيادة اللواء، إلى أن أتى يوم تسريحنا من الخدمة الإلزامية بعد احتفاظٍ بنا كإحتياطٍ عسكري لمدة ستة أشهر عقب انتهاء المدة الأساسية لخدمة العلم فالتقيته عند الباب الرئيسي في شهر آذار من العام 1991 لكن لأودعه وهو مكبل اليدين في سيارة خاصة بالشرطة العسكرية فقد علمت بعد حديثي معه أنه تم تحويله إلى سجن تدمر بعد أن قام بضرب أحد الضباط القادة في الكتيبة التي كان يخدم فيها على اثر مشادة كلامية قام خلالها الضابط الطائفي القذر بشتمه ومحاولة إهانته أمام زملاءه العسكريين.
بقي أن أخبركم عن شخصية صديقي "الديري" هذا :إنه الشهيد قيصر هنداوي (أبو آصف) رحمه الله .. الذي جاهد بماله وبنفسه والذي كان يمقت نظام الإجرام الأسدي منذ شبابه ومن قبل أن تنطلق الثورة السورية
يا قيصرَ الدير قد دانتْ لك الرتبُ
فأسعفَ الجرحُ من هبّوا ومن غضبوا
بالمالِ بالنفسِ علّ الفجرَ يقتربُ.
شاركوا المقال عبر حساباتكم من هنا👇👇
تعليقات
إرسال تعليق