بعد مشاهدتي لفيلم (سيد الفوضى) وثائقي الجزيرة الذي حاول سرد مآلات المأساة السورية والمراحل والمنعطفات التي مرت بها الثورة أقول التالي :
- تم التغافل عن أهم المحطات التي شهدتها ثورة السوريين منذ انطلاقتها عام 2011 و الأسباب الحقيقية وراء انكفاء معظم الضباط المهنيين المنشقين عن النظام وتركهم للساحة، وتجاهل أهم المنعطفات المصطنعة التي عصفت بثورة الشعب السوري.
- تم التركيز على التدخلات الدولية الخارجية على أنها "نتيجة" و دخول "الجهاديين" على أنه مسبب رئيسي لتلك التدخلات، وهذا خلط متعمد وقلب للحقيقة.
- تجاهل الفيلم أهم قضية وهي قضية عشرات آلاف المغيبين في معتقلات الأسد من شباب و نساء وأطفال وشيوخ حيث مرّ عليها مروراً خجلاً.
- أهمل الفيلم ثلث مساحة سورية الشمالي الشرقي وحقيقة الدور الوظيفي المنوط بقسد وأخواتها من مشتقات pkk.
- تم تصوير "بشار أسد" بأنه دكتاتور عظيم عنيد متزمت بقراراته الفردية وصاحب الحلّ والعقد وأنه استطاع أن يقنع الغرب بمعادلته التي أوجدها هو ومفادها: (لا بديل عني سوى تمدد الفوضى إلى الجوار) فتمكن من تغيير مواقفهم -حسب الفيلم- من الوقوف بوجهه إلى الوقوف معه ومؤازرته .. وفي هذا مغالطة كبيرة واستهتار بعقول المتلقين وتجاهل متعمد للمؤازرة والتسهيلات التي حظي بها رأس النظام من معظم دول العالم بما فيها "الكيان الاسرائيلي" سراً وعلناً قبيل انطلاق الثورة وخلالها.....
وهذا غيض من فيض الملاحظات الكثيرة التي تحوم حول هذا "الفيلم الوثائقي"
الخلاصة : لو أراد طاغية ما من طغاة العالم أن يصنع فيلماً ترويجياً مبطناً لتعظيم ذاته لن يجد أفضل من حبكة هذا الفيلم والقائمين عليه.
تعليقات
إرسال تعليق